الجمعة، 9 مايو 2014

أبيات أعجبتني 2

ٍإذا كان يُؤذيـك حـر المصيف *** و كرب الخريف و برد الشتا
و يلهيك حُسن زمان الربيع *** فأخذك للعلم قل لي متى ؟
 العلامة أحمد بن فارس الرازي

الثلاثاء، 6 مايو 2014

لا تغرنك اللحى و لا الصور! (متبرجة بمليار لحية من لحى حزب الزور التلفي‎)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا منشور للإعلامية المتألقة "آيات عرابي" (جزاها الله عنا خير الجزاءو وفقها الله للخير و هدانا و إياها إلى صراطه المستقيم):

*************************
الرجل والقرود

إلى كل من يسب الشهيد سيد قطب, وخصوصاً من حزب الانفار الثلاثة المسمى حزب النور,

قارنوا بين موقف الشهيد سيد قطب عند اعدامه ورفضه الاعتذار انقاذاً لرقبته, والفتوى التي اصدرها برهاميكم عن ترك الزوجة للمغتصب خوفاً على الحياة ..

قارنوا بين موقف سيد قطب عندما رفض انقاذ حياته عن طريق الاعتذار عن العمل مع الله وموقف العرص الذي قال لفوكس نيوز ( المصريون كانوا يساقون إلى المساجد عنوة )
لتدركوا من يحمي الاسلام ومن يخلع ملابسه وقد يبيع عرض زوجته بعد أن باع دينه من أجل منصب ولحماية رقبته,

قارن بين رأس سيد قطب المرفوعة عندما كان يُساق إلى المشنقة, وبين رأس العرص وهو يتحدث مع كيري عند زيارته لمصر, لتعلم أن حذاء شهيد مثل سيد قطب برأس ألف ألف عرص من أمثال الممحون المتباكي او خادمه المطيع برهامي شيخ الاغتصاب ..

اشكر الانقلاب الذي جعلني أقرأ واستكشف اجزاءاً من التاريخ كانت مظلمة بالكامل بالنسبة لي ...
انتهى كلام الأستاذة "آيات عرابي"
 *************************

في الأخير صدق من قال في مثل لحى حزب الزور:

1)  ألا ليت اللحى كانت حشيشا فنعلفها خيول المسلمينا (*)
****

2)   لا تغرنك اللحى والصور تسعة أعشار من ترى بقر (**)
_______________
 (*) قاله "يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري" في هجاء "عباد بن زياد
(**) قاله "أبو الطيب المتنبي"

الأربعاء، 30 أبريل 2014

أبيات أعجبتني 1

لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف    ونغـمـة داود وعـفـة مـريـم


ولي حزن يعقوب ووحشـة يونـس   وآلام أيـــوب وحـســرة آدم

يزيد بن معاوية 

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان

لا انفصال بين المبادئ والأشخاص
(الإمام سيد قطب رحمه الله)

لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة ؟ وكيف توجد  العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان ؟
إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر ميتة ! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الآخرين بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع .
آمن أنت أولا بفكرتك آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة !..
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر !.. كذلك لا وجود لشخص – في هذا المجال – لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص
إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ عملية في بعض الأحيان مستحيلة وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء !..
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان ! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام !
(مقتطف من كتاب "أفراح الروح" للإمام "سيد قطب" رحمه الله)

الاثنين، 17 يونيو 2013

عشر نصائح لإدراك الحق!‎

عشر نصائح لإدراك الحق!

النصيحة 1: استدل ثم اعتقد و لا تعتقد ثم تستدل فتضل

النصيحة 2: جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل

النصيحة 3: الحق لا يعرف بالرجال, اعرف الحق تعرف أهله

النصيحة 4: تحرير النفس من العادات و المألوفات:
قال تعالى: "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون"

النصيحة 5: اتباع الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة خاصة القرون الثلاثة الأولى
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "خيرُ القرونِ قرني الذي بعثتُ فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"

النصيحة 6:  عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : "
جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ : فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي صَدْرِي ، وَيَقُولُ : " اسْتَفْتِ نَفْسَكَ ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، الإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ، ثَلاثًا "


النصيحة 7: الحذر من الأئمة المضلين و علماء السوء:
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الأعراف:176]
 ويقول تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}[الجمعة:5]
وقال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"
و كذلك الحذر من علماء السلطان و فتاواهم المضللة:
قال ‏ ‏صلى الله عليه و سلم: "من سكن ‏ ‏البادية ‏ ‏جفا ‏ ‏ومن ‏ ‏اتبع ‏ ‏الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن"
و لصادق الرافعي رحمه الله نص رفيع في الفرق بين "علماء الحق" و "علماء السوء":
أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق وعلماء السوء ، وكلهم آخذ من نور واحد لا يختلف ؟
 أولئك في أخلاقهم كاللوح من البللور ، يُظهر النورُ نفسه فيه ، وهؤلاء بأخلاقهم كاللوح من الخشب ، يظهر النور حقيقته الخشبية لا غير !
 وعالم السوء يفكر في كتب الشريعة وحدها ، فيسهل عليه أن يتأول ويحتال ، ويغير ويبدل ، ويظهر ويخفي ، ولكن العالم الحق يفكر مع كتب الشريعة في صاحب الشريعة ، فهو معه في كل حالة ؛ يسأله : ماذا تفعل ؟ وماذا تقول ؟
والرجل الديني لا تتحول أخلاقه ، ولا تتفاوت ، ولا يجيء كل يوم من حوادث اليوم ، فهي بأخلاقه كلها ، لا يكون مرة ببعضها ومرة ببعضها ، ولن تراه مع ذوي السلطان وأهل الحكم والنعمة كعالم السوء هذا ؛ الذي لو نطقت أفعاله لقالت لله بلسانه : هم يعطوني الدراهم والدنانير ، فأين دراهمك أنت ودنانيرك ؟ 
إن الدينار يا ولدي إذا كان صحيحا في أحد وجهيه دون الآخر ، أو في بعضه دون بعض ، فهو زائف كله

النصيحة 8: البحث و القراءة الجادة: فإن أول ما نزل من القرآن "اقرأ باسم ربك الذي خلق

النصيحة 9: الرغبة في معرفة الحق حبا في معرفة حكم الله في المسألة, و النزول عنده و الوقوف على مقتضى أمره سبحانه و تعالى و تعبد الله به, و ليس مجادلة فلان أو علان, أو انتصارا للنفس و العادة و الهوى. و للشيخ المعلمي في نحو هذا نص نفيس تشد إليه الرحال:
(
..مسالك الهوى أكثر من أن تحصى، وقد جربتُ نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم من ذلك الخادش، وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررتُ ذاك المعنى أولا تقريراً أعجبني صرتُ أهوى صحته، هذا مع أنه لم يَعلم بذلك أحدٌ من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش ولكنَّ رجلاً لآخرَ اعترض عليَّ به؟ فكيف لو كان هذا المعترض ممن أكرهه؟ )

النصيحة 10: عدم الإعتبار بما عليه أكثر الناس.
قال تعالى: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"

فتلك عشرة كاملة جمعتها   من بعض الأقوال و النقولات عن بعض أهل العلم و السلف الصالح, و لا أنسى أن أورد كلاما نفيسا للشيخ الفاضل "حاكم المطيري" حفظه الله:

ولم أحمل النصوص ما لا تحتمل، كما لم أعبأ بما عليه الناس اليوم، ولم ألتفت إلى الموافق والمخالف في الرأي، بل قصدت الحق دون الخلق، فمن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .
واعلم أن ما توصلت إليه سيثير سخط كثيرين؛ إذ ليس من السهل هز عقائد الناس ونسف مفاهيمهم التي نشئوا عليها حتى غدت هي الدين ذاته في نظرهم، بينما هي في واقع الأمر ثقافة مجتمعات توارثتها على مر الأجيال، صاغت الدين وأحكامه وفق حاجاتها ومصالحها وقيمها، فآلت أمورها إلى ما آلت إليه، لا بسبب الدين بل بسبب انحرافها في الدين عن مبادئه وغاياته ومقاصده بالتأويل الفاسد والتحريف الكاسد، حتى لم يعد دين الناس اليوم هو الدين الذي كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم- مع كون القرآن ما زال غضا طريا كما نزل، إلا أنه حيل بين الناس وبينه بمفهوم مئات العلماء وشروحهم وتأويلهم، حتى لا يكاد المسلم اليوم يقرأ آية من كتاب الله مهما كانت صريحة قطعية في دلالتها حتى يراجع عشرات الكتب لينظر ماذا فهم منها الآخرون،وهذا هو الفرق بين الصحابة – رضي الله عنهم – الذين كان  القرآن والرسول (صلى الله عليه و سلم) هما اللذين يحددان لهم الطريق فانخلعوا من ثقافة مجتمعهم وقيمه ومصالحه، وقطعوا كل علاقة تربطهم بهذه الثقافة, والمسلمين اليوم الذين لم يعد القرآن ولا السنة هما اللذين يحددان لهم معالم الطريق، بل المفسرون والشراح والعلماء، الأحياء منهم والأموات، مع اختلاف عصورهم وفهومهم وثقافاتهم؟!!

هذا و مسك الختام  الصلاة و السلام على خير الآنام: سيدنا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


الجمعة، 14 يونيو 2013

"صناعة القائد" أو "صناعة الوهم"؟!

"صناعة القائد" أو "صناعة الوهم"؟!

"اكتشف القائد الذي بداخلك", "صناعة القائد", "سحر القيادة"...إلخ
عناوين كثيرة مماثلة تطالعنا في هذه السنوات الأخيرة بعد ثورة "التنمية البشرية "التي لجأ إليها المسلمون و استوردوها من الغرب ظنا منهم أنها ستخرجهم من أزمة الفشل التي يعيشونها!
دورات أقيمت و أموال أهدرت و كتب ألفت و لا زال الحال هو الحال...
فشل يتلوه فشل..

نحن لا نستنكف عن الإستفادة من أي مجهود أو فكر لا يتنافى مع قيمنا الإسلامية, و قد استورد المسلمون من الروم و الفرس أفكار إدارية عديدة في عز تطور الخلافة الإسلامية و مجدها! فلا أحب أن يحمل أحد كلامي هذا على محمل الرفض لما يأتينا من الغرب!

و لكن أن يتم خداع الناس و إيهامهم أنه بإمكان أي واحد منهم أن يصير قائدا فهذا من الغش المحرم و الكذب على الناس! (لا أقول أن كل من كتب في القيادة يفعل ذلك)

و بيان ذلك كما يلي:

أولا: لقد جاء في الحديث الصحيح ان سيدنا "أبو ذر" رضي الله عنه طلب من سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أن يستعمله فأخبره سيدنا محمد أنه لا يقدر عليها:
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها
قلتُ: هذا سيدنا "أبو ذر" رضي الله عنه و هو يملك الكثير من مواصفات القيادة بل هو قائد رضي الله عنه في مجال الدعوة و الأمر بالمعروف و نصرة الإسلام و لكنه لا يملك (كما رأى النبي صلى الله عليه و سلم) مقومات تولي الإمارة!
و أبو ذر رضي الله عنه خير (ديانة) من كثير ممن تولى الإمارة في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و في عهد الخلفاء الراشدين و لكن كانت لهم خصال جعلتهم أجدر بالولاية منه!
و أين نحن اليوم من قوة أبي ذر رضي الله عنه!
و إذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول لسيدنا "أبا ذر" "إنك ضعيف" فكيف هو حالنا نحن؟
ثانيا: علق يوما أحد أصحابي  على موضة القيادة فقال مستشهدا بمثل معروف: "أنت أمير و أنا أمير فمن منا يسوق الحمير"!!
و هذا كلام مليح فإنه من المعلوم بالبديهة أنه من المستحيل أن يكون كل الناس قادة مقدمين متصدرين!! و إلا فسيقودون من؟
و انتشار مثل هذه النظريات السخيفة عن امتلاك كل شخص صفات القيادة أدى إلى التنازع على سبيل المثال في بعض الجماعات الإسلامية و حدوث انشقاق يتلوه انشقاق (كمثل ما يحدث في الإنفجار النووي) لأن كل واحد يظن أنه خير من صاحبه و أجدر بالإمارة منه, و لا تطاوعه نفسه أن يعمل تحت إمرته!
و من حكمة الله أن جعل للبعض صفات الزعامة بالجبلة و جعل لغيره صفات الإنقياد و الخضوع لإحداث التوازن في سير الحياة و إلا فبالله عليكم جربوا أن يُضرب "عمال النظافة" يومين عن العمل!!
ثالثا: إن مفهوم القيادة بصيغته الحالية يطمس الصيغة النبوية لها:
"ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته"
فالبر بالوالدين نوع من القيادة...
و إدارة الأسرة نوع من القيادة...
و إدارة الخلافات الزوجية نوع من القيادة..
و مثل هذا النوع من القيادة هو الذي ينبغي بالفعل تنبيه الناس إليه و تدريبهم و متابعتهم لأدائه على النحو الذي يرضي الله تعالى!
و الإنسان الذي يتصدر لقيادة الجماهير و هو عاجز عن إدارة بيته و احتواء الخلافات الزوجية و بر والديه هو إنسان فاشل يهرب من واقعه إلى عالم افتراضي من الأوهام و المسكنات!

إن معظم من يتكلمون في القيادة و يحاضرون فيها و يدربون يتحسسون وترا خفيا في النفس البشرية و هو حب الزعامة و الإمارة و التصدر!
و لا يخفى على أي إنسان عاقل أنه لا يمكن لأي إنسان أن يصبح قائدا قبل أن يمر بمرحلة "صناعة الجندي"!
فالرضيع لا يصبح رجلا في غمضة عين!
و كذلك القائد لا يبرز من العدم!
و لنا في الصحابة رضوان الله عليهم أسوة  فإنهم لم يصبحوا قادة إلا بعد أن مروا بمرحلة إعداد و جندية و انضباط صارمة!
إن صناعة الجندي مقدمة على صناعة القائد, و لكن هؤلاء الذين يتكلمون في القيادة يعلمون أن تجارتهم ستبور إذا أرادوا تعليم الناس كيف يصبحون جنودا يتلقون التعليمات و ينفذونها!

و لننظر حولنا كم هو عدد الكتب و الدورات و المحاضرات التي تتكلم عن "صناعة الجندي"؟!

أترك الجواب للقراىء العزيز

الخميس، 13 يونيو 2013

ومن حَرَّمَ الكلام في الحب؟ (للشيخ علي الطنطاوي) 1/2


ومن حَرَّمَ الكلام في الحب؟ (للشيخ:علي الطنطاوي)
و الله الذي أمال الزهرة على الزهرة حتى تكون الثمرة، وعطف الحمامة على الحمامة حتى تنشأ البيضة، وأدنى الجبل من الجبل حتى يولد الوادي، ولوى الأرض في مسراها على الشمس حتى يتعاقب الليل والنهار، هو الذي ربط بالحب القلب بالقلب حتى يأتي الولد.

ولولا الحب ما التفَّ الغصن على الغصن في الغابة النائية، ولا عطف الظبي على الظبية في الكناس البعيد، ولا حنى الجبل على الرابية الوادعة، ولا أمد الينبوع الجدول الساعي نحو البحر.

ولولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض، ولا ضحكت الأرض بزهر الربيع، ولا كانت الحياة.

ما في الحب شيء ولا على المحبين سبيل، إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته أو يشتري بلذَّة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم.

أوَلم يؤلف ثلاثة من أعلام الإسلام، ثلاثة كتب في الحب، وهم: صاحب الأعلام(ابن القيم)، ومصنف المُحلَّى (ابن حزم)، والإمام ابن الإمام
ويا ليت الشباب يعودون الى الحب , فتقل هذه الشرور, ويخف هذا الفساد ولكن أنى يكون هذا الحب ,مع هذه الشهوات المستعرة ؟
انها اذا لم تطمر الفحمة في الارض دهرا, لا تصير الماسا ,واذا لم تدفن الشهوه في جوف القلب عمرا , لا تكون حبا .
ولكن كيف أكتب عن الحب ؟
وهل تسع هذه المقالة حديث الحب ؟ هل يوضع القمر في كف غلام ؟ هل يصب البحر في كف مدام ؟ وأين لعمري الالفاظ التي احملها معاني الحب ؟ أين التعبير الذي يترجم عن العاطفة ؟
إن البشر لا يزالون أطفالا ما تعلموا الكلام, إنهم خرس يتكلمون بالإشارات , وما هذه اللغات إلا إشارات الخرسان ,و إلا فأين الالفاظ التي تصف ألوان الغروب , ورجفات الأنغام , وهواجس القلوب؟
........

الحب عالم من العواطف , ودنيا من الشعور , فيها كل عجيب وغريب , وليس لنا إليه الا هذه الكوة الضيقة , الكلمة القصيرة ذات الحرفين , : الحاء و الباء , الحاء وتمثل الحنان , والباء و التي تجعل الفم وهو ينطق بها , كأنه متهيا لقبلة , كلمة (الحب) , ولكن كم بين حب وحب ؟


بين (حب) التلميذ مدرسته. و (حب) الوالد ولده. و (حب) الصديق صديقه.
و (حب) المتشائم الوحدة,  و حب أكلة من الأكلات و حب منظر من مناظر الطبيعة, و حب كتاب من الكتب ..
وبين حب المجنون ليلاه ؟؟
وحب العاشقين أنواع وأنواع 
ففي أي الحب أتحدث ؟

وكيف أجمع أطراف الكلام حتى أحشره في هذه الصفحات . ولو لبثت شهرا أكتب كل يوم فصلا ما أتيت على ما في نفسي , ولما وفيت حقه الموضوع؟
ولكني مع ذلك سأحاول 
أحاول أن أكتب في الحب, و قد تقضى الصبا,و تولى الشباب , و ما كان يوما يملأ القلب ,صار ذكرى لا تكاد تخطر على البال؟.

لقد كنت إذ أكتب في الحب, أغرف من معين في نفسي يتدفق, فجف النبع حتى ما يبض بقطرة, و خلا الفؤاد من ألم الهجر, و أمل الوصال, وبطل سحر الغيد, وطمست شمس الحقيقة, سرج الاباطيل؟
ولو أني بليت بحب جديد , لأعاد الحب أيامي , التي مضت , والحب يصنع المعجزة , 
التي تتقطع دونها أمل البشر , يعيد للنحب ماضيات الايام , ويرجع له خوالي الليالي , 
ويرد الكهل فتى , والفتى طفلا , وأين مني الحب ؟؟