الأربعاء، 12 يونيو 2013

خاطرة قرآنية حول آية "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً"

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه خاطرة تخص آية "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً"

إن الهدى المنهاجي في هذه الآية, هو الحض على التعاون في سبيل الدعوة, و التآزر في مواجهة أعداء الله, و تحقيق التكامل بين الدعاة.

و لو تتبعنا سبب تأييد سيدنا موسى بأخيه سيدنا هارون عليهم و على نبينا أفضل الصلوات و أزكى التسليم, لوجدناه استجابة لدعوته التي جاء فيها:
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ"

لقد طلب سيدنا موسى عليه السلام من الله سبحانه و تعالى أن يشد أزره بأخيه لأنه "أفصح منه لسانا", و في هذا تنبيه قرآني عجيب على مفهوم التكامل بين الدعاة, و أن يتم كل منهم ما قد يكون نقصا عند الآخر. و أن لا يستنكف الدعاة أن يطلبوا مساعدة بعضهم البعض, لأشياء قد تكون في النفس, بل إن من الإخلاص في الدعوة أن يأخذ كل من الدعاة المكان الذي يناسب إمكانياته. "فكل ميسر لما خلق له"
و لقد كان الله سبحانه و تعالى قادرا على أن يجعل موسى عليه السلام أفصح مما هو عليه, فلا يحتاج البتة لأخيه, و لكنني أزعم أنه سبحانه و تعالى أرادها درسا لكل الدعاة, و ربما لهذا جاء تكرار طلب سيدنا موسى لله سبحانه و تعالى أن يشد عضده بسيدنا هارون -عليهم و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى التسليم- مرات عديدة في القرآن الكريم.

من الهدى المنهاجي الذي يمكننا استنباطه أيضا من هذه الآية:

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً" (35)
إذا ربطناها بالآيات التالية, التي تزيد في شرح سبب طلب سيدنا موسى مساعدته بأخيه سيدنا هارون عليهم و على نبينا أفضل الصلوات و التسليم:
"اشدد به أزري و أشركه في أمريكي نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا"
نخرج بأهمية مسألة التعاون على عبادة الله عز و جل, و أن هذا التعاون بمختلف مظاهره صلاة و تسبيحا و ذكرا و تذكيرا.. يعمق صلات الأخوة الروحية التي تكون من ثمرتها تعاون عملي منضبط في مجال الدعوة.

فإن الأرواح إذا تآلفت و تعمقت أواصرها و التحمت أنوارها كانت بعون الله قادرة على طرد خفافيش الظلام. كما أن التضحيات في مجال الدعوة تكون أسهل كثيرا عليها.

و لنا في السيرة النبوية شاهد, و هي تعاون الصحابة على عبادة الله في دار الأرقم ابن أبي الأرقم, ثم صدعهم بالدعوة بعد ذلك.
هذا و الله أعلى و أعلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق