الاثنين، 17 يونيو 2013

عشر نصائح لإدراك الحق!‎

عشر نصائح لإدراك الحق!

النصيحة 1: استدل ثم اعتقد و لا تعتقد ثم تستدل فتضل

النصيحة 2: جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل

النصيحة 3: الحق لا يعرف بالرجال, اعرف الحق تعرف أهله

النصيحة 4: تحرير النفس من العادات و المألوفات:
قال تعالى: "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون"

النصيحة 5: اتباع الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة خاصة القرون الثلاثة الأولى
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "خيرُ القرونِ قرني الذي بعثتُ فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"

النصيحة 6:  عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : "
جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ : فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي صَدْرِي ، وَيَقُولُ : " اسْتَفْتِ نَفْسَكَ ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، الإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ، ثَلاثًا "


النصيحة 7: الحذر من الأئمة المضلين و علماء السوء:
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الأعراف:176]
 ويقول تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}[الجمعة:5]
وقال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"
و كذلك الحذر من علماء السلطان و فتاواهم المضللة:
قال ‏ ‏صلى الله عليه و سلم: "من سكن ‏ ‏البادية ‏ ‏جفا ‏ ‏ومن ‏ ‏اتبع ‏ ‏الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن"
و لصادق الرافعي رحمه الله نص رفيع في الفرق بين "علماء الحق" و "علماء السوء":
أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق وعلماء السوء ، وكلهم آخذ من نور واحد لا يختلف ؟
 أولئك في أخلاقهم كاللوح من البللور ، يُظهر النورُ نفسه فيه ، وهؤلاء بأخلاقهم كاللوح من الخشب ، يظهر النور حقيقته الخشبية لا غير !
 وعالم السوء يفكر في كتب الشريعة وحدها ، فيسهل عليه أن يتأول ويحتال ، ويغير ويبدل ، ويظهر ويخفي ، ولكن العالم الحق يفكر مع كتب الشريعة في صاحب الشريعة ، فهو معه في كل حالة ؛ يسأله : ماذا تفعل ؟ وماذا تقول ؟
والرجل الديني لا تتحول أخلاقه ، ولا تتفاوت ، ولا يجيء كل يوم من حوادث اليوم ، فهي بأخلاقه كلها ، لا يكون مرة ببعضها ومرة ببعضها ، ولن تراه مع ذوي السلطان وأهل الحكم والنعمة كعالم السوء هذا ؛ الذي لو نطقت أفعاله لقالت لله بلسانه : هم يعطوني الدراهم والدنانير ، فأين دراهمك أنت ودنانيرك ؟ 
إن الدينار يا ولدي إذا كان صحيحا في أحد وجهيه دون الآخر ، أو في بعضه دون بعض ، فهو زائف كله

النصيحة 8: البحث و القراءة الجادة: فإن أول ما نزل من القرآن "اقرأ باسم ربك الذي خلق

النصيحة 9: الرغبة في معرفة الحق حبا في معرفة حكم الله في المسألة, و النزول عنده و الوقوف على مقتضى أمره سبحانه و تعالى و تعبد الله به, و ليس مجادلة فلان أو علان, أو انتصارا للنفس و العادة و الهوى. و للشيخ المعلمي في نحو هذا نص نفيس تشد إليه الرحال:
(
..مسالك الهوى أكثر من أن تحصى، وقد جربتُ نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم من ذلك الخادش، وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررتُ ذاك المعنى أولا تقريراً أعجبني صرتُ أهوى صحته، هذا مع أنه لم يَعلم بذلك أحدٌ من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش ولكنَّ رجلاً لآخرَ اعترض عليَّ به؟ فكيف لو كان هذا المعترض ممن أكرهه؟ )

النصيحة 10: عدم الإعتبار بما عليه أكثر الناس.
قال تعالى: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"

فتلك عشرة كاملة جمعتها   من بعض الأقوال و النقولات عن بعض أهل العلم و السلف الصالح, و لا أنسى أن أورد كلاما نفيسا للشيخ الفاضل "حاكم المطيري" حفظه الله:

ولم أحمل النصوص ما لا تحتمل، كما لم أعبأ بما عليه الناس اليوم، ولم ألتفت إلى الموافق والمخالف في الرأي، بل قصدت الحق دون الخلق، فمن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .
واعلم أن ما توصلت إليه سيثير سخط كثيرين؛ إذ ليس من السهل هز عقائد الناس ونسف مفاهيمهم التي نشئوا عليها حتى غدت هي الدين ذاته في نظرهم، بينما هي في واقع الأمر ثقافة مجتمعات توارثتها على مر الأجيال، صاغت الدين وأحكامه وفق حاجاتها ومصالحها وقيمها، فآلت أمورها إلى ما آلت إليه، لا بسبب الدين بل بسبب انحرافها في الدين عن مبادئه وغاياته ومقاصده بالتأويل الفاسد والتحريف الكاسد، حتى لم يعد دين الناس اليوم هو الدين الذي كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم- مع كون القرآن ما زال غضا طريا كما نزل، إلا أنه حيل بين الناس وبينه بمفهوم مئات العلماء وشروحهم وتأويلهم، حتى لا يكاد المسلم اليوم يقرأ آية من كتاب الله مهما كانت صريحة قطعية في دلالتها حتى يراجع عشرات الكتب لينظر ماذا فهم منها الآخرون،وهذا هو الفرق بين الصحابة – رضي الله عنهم – الذين كان  القرآن والرسول (صلى الله عليه و سلم) هما اللذين يحددان لهم الطريق فانخلعوا من ثقافة مجتمعهم وقيمه ومصالحه، وقطعوا كل علاقة تربطهم بهذه الثقافة, والمسلمين اليوم الذين لم يعد القرآن ولا السنة هما اللذين يحددان لهم معالم الطريق، بل المفسرون والشراح والعلماء، الأحياء منهم والأموات، مع اختلاف عصورهم وفهومهم وثقافاتهم؟!!

هذا و مسك الختام  الصلاة و السلام على خير الآنام: سيدنا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق